سأقتبس بعضا من الشذرات التي شدت انتباهي في كتابه [المياه كلها بلون الغرق]:“حين كانت البشرية في بداياتها تتمرن على الشقاء، لم يتصور أحد أنها ستقدر يوما على إنتاجه في شكل مسلسل”“لا موسيقى حقيقة غير تلك التي تجعلنا [نجس] الزمن”“لماذا نعاشر أفلاطون إذا كان أي ساكسوفون قادرا هو أيضا على أن يكشف لنا عن عالم آخر”“لا نعرف حجم قوتنا الخاصة إلا عندما نتعرض إلى إهانة”“مع التقدم في السن يتعلم المرء مقايضة مخاوفه بقهقهاته”“صلتي بالناس أفقدتني نظارة عصاباتي كلها”“ضغائننا كلها ناشئة من كوننا ظللنا دائما تحتنا، ولم نستطع اللحاق بنا. وذاك ما لن نغفره للآخرين قط”“الحزن شهية لا تشبعها أي مصيبة”“لا يُهلك الفرح إلا قلة صرامته. لاحظوا في المقابل منطقية الضغينة”“لمعاقبة الآخرين على أنهم أسعد منا حالا، لا نجد أفضل من أن نلقّحهم بوساوسنا .. ذلك أن أوجاعنا، للأسف، ليست معدية”
سجن
بدل عُمر !!
[التعميم يُحتِّم التضخيم] .. و هنا تتبلور فكرة رؤية الأشياء أكبر مما هي عليه ، بسبب حدية السلوك و محدودية الوعي بسياق الأمور .. وسلسلة طويلة تتلوهما تجعل الفرد منا يتجلى على شكل سجين هو ذاته سجّانه !!
حينما يكون لك عالمك الخاص من تصميمك ، يمكنك فقط حينها اختيار الطريقة التي يراك بها الآخرون !! .. أما حينما يكون عالمك مبعثر التفاصيل ، مطموس المعالم ، متشكّل حسب ظروف من هم حولك ، فقد تتعدى حاجز الرؤية لتغدو محجوبا عن الأنظار أصلا !! لتنتهي فاقدا [كاف] عالمك فتتحقق عندها مجهولية كينونيتك . هذه إحدى القيود التي تكتف عقولنا وفكرنا هي تضخيم اعتبار العالم الخارجي على حساب عوالمنا الداخلية ، لنغدو بذلك عبيداً لأفكار و أهواء و أفعال كل ما حولنا من مخلوقات .. فصنع ذلك منا كائنات وظيفتها -التي تأنف بها- تتابع إصدار ردود أفعال لكل فعل ، دون
إعطاء فرصة لذواتنا لتعبّر عما بداخلها .. وبذلك نكون أبدعنا في تحقيق ظلم النفس ، وأنجزنا في إطلاق عقل اجتاحه كل ما ليس منه و فيه وله. أغلب ردود الأفعال -على أحسن القياسات- ما هي إلا عمر أُضيف للفعل الأول .. فكم تنوي أن تَهِب من أيامك ؟ ولماذا !؟